Friday, January 15, 2016

خطة البنتاجون الجديدة لهزيمة داعش

كتب أندرو تلغمان لميليتاري تايمز



ترجم أحمد بدوي 15-1-2016


أربيل بالعراق - جُهِز مقر القيادة العسكرية الأمريكية هنا بخرائط ترسم "الخط الأمامي للقوات" التي تقسم شمال العراق عن الأراضي التي تقع تحت سيطرة مجموعة الدولة الإسلامية. الخط مرسوم بدقة متبعًا محيط طرق وسواتر محددة. ولحوالي أربعين ميلًا غربًا فقط تعج المنطقة بالخنادق ونقاط القتال والسلك الشائك ونقاط التفتيش المسلحة. ويبدو ذلك كمشهد من الحرب العالمية الأولى وفقًا للمسئولين الأمريكيين.

أنه تغيير صارخ لأولئك الذين قضوا كثيرًا من مسيرتهم المهنية في القتال في ميادين حربية أكثر غموضًا بكثير. وبإطراد وبرغم أنهم قدموا لإحتوائها فإن البنتاجون والبيت الأبيض قد حولوا استراتيجيتهم جذريًا خلال الشهور الأخيرة نحو هزيمة داعش. والطريق المقبل سوف يرفع من احتمالية دفع المزيد من القوات الأمريكية الرئيسية على الأرض لدعم القوات المحلية الصديقة والتي سوف تشن المعركة لإستعادة الأراضي الواقعة تحت سيطرة داعش.

الخطة الجديدة تقرر مقاتلة المجموعة الإرهابية كجيش تقليدي, بالإعتماد على تكتيكات عسكرية تقليدية مثل حرب المناورة والإستنزاف. وهذا ما حل محل مقاربة العام الماضي التي سُميت بإستراتيجية العراق الأولى, والتي واجهت انتقادات واسعة لعدم فعاليتها خاصة بعدما سيطر مقاتلوا داعش على مدينة الرمادي في مايو. وبدلًا من ذلك تنتوي الولايات المتحدة وحلفاءها مجابهة الجماعة المتطرفة وقوتها البالغة 30,000 مقاتل, مستهدفة حصونهم ومواردهم عبر العراق وسوريًا تزامنيًا.

وتقول إدارة أوباما علنًا أن استراتيجيتها لهزيمة داعش لم تتغير بشكل كبير, ولكن الحقائق على الأرض والنقاشات في الوطن تظهر مايخالف ذلك. التفاصيل عن التحول أصبحت واضحة خلال الأسابيع العديدة الماضية, بعد سلسلة من اللقاءات التي أجرتها ميليتاري تايمز مع كبار القادة في العراق وكبار مسئولين الدفاع في واشنطن وخبراء عسكريين خارجيين على معرفة تامة بخطط البنتاجون الحربية.

وسوف تحد الإعتبارات السياسية في واشنطن وبغداد من حجم القوات الأمريكية على الأرض, ولذلك فإن الحملة تعتمد بقوة على خليط مذهل من القوات المحلية البرية - التي عادة مايكون لهم أجندات متنافسة - تتحرك في تشكيلات كبيرة لعزل والاحتلال النهائي لقلعتين داعش الحصينتين : الموصل في العراق والرقة في سوريا. وتقر الخطة بهجوم الجيش العراقي على الموصل من الجنوب بينما تعتصر قوات البشمرجة الكردية العراقية قوات الدولة الإسلامية من الشمال والشرق. وفي سورية فسوف تدعم القوات الأمريكية القوات الصديقة في الشمال الشرقي أثناء ضغطهم جنوبًا نحو العاصمة الفعلية للدولة الإسلامية.

 أخبر وزير الدفاع آشتون كرتر الجنود في حصن كامبل في كنتاكي يوم الأربعاء "إن خريطة خطة حملتنا تحمل أسهم كبيرة تشير لكلًا من الموصل والرقة."

وفي جبهة ثانوية فإن الجيش العراقي سوف يتحرك من الرمادي, العاصمة المحررة حديثًا من محافظة الأنبار, شمال وادي الفرات وبإتجاه الحدود السورية. وتتطلب ركيزة أساسية أخرى لهذه الإستراتيجية قطع خط إمداد الدولة الإسلامية الأساسي من العالم الخارجي عن طريق الضغط على تركيا لإغلاق حدودها مع سوريا.

وتتزامن الخطة الجديدة مع تعيين القائد نصير الجيش (الجيش بمعنى القوات البرية تخصيصًا وليس القوات البحرية أوالقوات الجوية أو مشاة البحرية| المترجم) شين مكفارلاند, القائد السابق للفرقة الأولى المدرعة, كأول ضابط حامل لواء للإشراف على كل العمليات ضد داعش في كلًا من سورية والعراق. "وقبل ذلك كان القادة الكبار في الميدان غالبًا من مجتمع القوات الخاصة" كما يقول العقيد المتقاعد بيتر منصور أحد كبار المستشارين السابقين للقادة في العراق والذي يقوم الآن بتعليم التاريخ العسكري في جامعة ولاية أوهيو. "والآن بوضع شخصًا لديه خلفية عسكرية تقليدية.. فإن هذا يشير إلى أنها سوف تكون أقرب لمعركة تقليدية أكثر مما حسبته إدارة أوباما في البداية".

وأثناء ذلك فقد بدأ القادة العراقيين في فرض القيود على حجم القوات العسكرية الأمريكية في بلادهم. فقطاعات داخل الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة تقع تحت تأثير إيران المجاورة ولذلك تعارض توسيع المهمة العسكرية الأمريكية هناك. ويقول مايكل نايتس, الخبير العسكري الذي يعمل مع معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى "العراق تثبت أنها أكثر سماكة مما أعتقدنا, فلديك المخاطرة دائمًا بأن تفقد الحكومة توازنها إذا فعلت ماهو أكثر من اللازم. لقد تعلمنا أنه يمكن للعمل أن يكون أكثر بساطة في بيئة لاتوجد فيها حكومة ذات سيادة (مثل سوريا) عن العمل في مكان فيه واحدة مثل العراق".

والخطة الجديدة للمعركة لديها الكثير من المآزق المحتملة بالطبع. وليس هناك خطط واضحة لطرد مسلحي داعش من حصونهم في سوريا شرق نهر الفرات, حيث تقاتل العديد من الفصائل المتمردة لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد, الذي تم دعمه من قِبَل القوات العسكرية الروسية التي أنشأت قاعدة بحرية على ساحل البحر المتوسط. وجود روسيا ونشاطها في المنطقة يُعَقِّد فقط الموقف في الجيب المعقد أصلًا والذي تجرى فيه الحرب الأهلية السورية منذ خمس سنوات.

هذه الحملة سوف تحتاج لسنوات للتنفيذ وفقًا للمسئولين. ولكنها في طريق التنفيذ عملياتيًا وسياسيًا. وتضع زيارة كارتر الأخيرة للمنطقة والتي تضمنت مقابلات هنا في أربيل وبغداد وتركيا الأمور في نصابها.


كيف ستسقط الموصل؟

عن طريق قطع خط إمداد داعش بين الرقة والموصل فإن المسئولون العسكريون يأملون في تقسيم المناطق التابعة للمجموعة لجيوب أصغر والتي يمكن هزيمتها بدورها عن طريق العزل والإستنزاف أو الإجتياح المباشر. بدأ هذا مع هجوم نوفمبر على سنجار شمال غرب العراق. وقاد المعركة قوات البشمرجة الكردية مع توفير الدعم عن طريق الطائرات الحربية الأمريكية ومستشارين القتال. وقد كان مجهودهم ناجحًا في غالبيته, ورغم ذلك فداعش تستمر في تحريك بعض الناس والإمدادت بين المدينتين بإستخدام طرق ثانوية.

"ان هذا لا يقضي عليهم أو يحجب قدرتهم على إعادة التموين" يقول عميد الجيش الجنرال مارك أودوم أعلى قائد أمريكي في المنطقة الكردية في العراق لموقع ميليتاري تايمز في ديسمبر. ولكن تلك الطرق الثانوية بعضها غير ممهد أو في حالة شديدة السوء, وسوف يكون صعبًا على الجرارات والناقلات الكبيرة. وحتى أفضل الطرق كما يضيف أودوم "لاتدعم حركة العربات بسرعة أكثر من 35 ميل في الساعة, ولا تدعم زيادة في كمية المرور. سواء فيما يتعلق بالكثافة أو السرعة, هذه الطرق جنوبًا تمثل بعض المشاكل الحقيقية للإقتصاد".

وقد أستهدفت الولايات المتحدة وحلفاءها هذه الطرق الثانوية بالغارات الجوية يومي 25 و26 ديسمبر ممزقة أكثر لطرق العبور. وهذه الغارات أستهدفت أيضًا بعض الطرق حول مدينة تل عفر العراقية والتي تعد قلعة أخرى لداعش تتمركز على نفس الطريق بين الموصل والرقة.

ولايبدو واضحًا حتى الآن متي سيبدأ الهجوم على الموصل نفسها. والبعض يحدس أنها قد لاتحدث حتى هذا العام. ولكن عندما تحدث فسوف يكون الكُرْد هم مركز الجهد. خط البشمرجة الأمامي يحيط الآن بحوالي نصف المدينة من الشمال والشرق. ولتحفيزهم قام كارتر بإجراء مقابلات شخصية مع مسئولين أكراد عراقيين في أربيل ووعد بإعطاءهم معدات تكفي لفرقتين عسكريتين. وهذا يشمل الأسلحة والعربات التكتيكية وأدوات الإتصالات ولوازم أخرى لتناسب قوة مقاتلة تصل ل4,400 مقاتل.

وتعترف خطة المعركة الأمريكية أن البشمرجة لا يمكنهم أن يكونوا قوة الغزو الرئيسية رغم ذلك. فالموصل مدينة يغلب عليها الطابع العربي السني حيث يمكن أن تؤدي التوترات العرقية لجعل القوات الكردية غير مرحب بها. وبدلًا من ذلك فسوف يساعد الكرد في "محاصرة" المدينة وفقًا للمسئولين. وسوف يكون التعاون الكردي حيوي للتعامل مع الأزمة الإنسانية التي من المتوقع أن تظهر بمجرد أن يهرب مايُقَدَّر بأكثر من 700,000 مدني لايزالون في الموصل من المعارك.

ويقدر المسئولون أن مابين 1,500 إلى 10,000 مقاتل داعشي يتحصنون في الموصل. وإذا قام الأكراد بالضغط على شمال وشرق المدينة فإن داعش سوف يجب عليها أن توزع قواتها بشكل أقل كثافة حول محيط المدينة بالكامل مما يسحب القوة البشرية بعيدًا عن الجيش العراقي القادم من الجنوب, عبر وادي نهر دجلة. وتحتم الخطة أن تكون القوة العراقية تشكيلًا كبيرًا مكونًا مما يقارب العشرة آلاف جندي.

ومع ذلك فالعديد من الخبراء يشككون في قدرات ورغبة العراقيين في القتال, والتي تمثل تعقيدات أمام تحديد جدول زمني. فأولًا سوف يجب على العراقيين مقاتلة عناصر داعش الموزعة خلال 100 ميل تمتد من الموصل جنوبًا حتى بيجي. وأى جهود للحفاظ على خطوط إمداد طويلة المدى سوف تكون عرضة لقنابل داعش الإنتحارية وسياراتها المفخخة على طراز حروب العصابات.

وقد أعترف البنتاجون بأن العراقيين سوف يحتاجون للمساعدة. "الوصول للموصل واستعادتها لن يكون سهلًا, ولن يكون سريعًا. وسوف تكون هناك العديد من الإشتباكات خلال ذلك" وفقًا لما قاله كارتر يوم الأربعاء عندما قابل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الشهر الماضي في بغداد, ووعدد الوزير بتكثيف الدعم العسكري الأمريكي لتلك العمليات المقبلة. وتحديدًا عرض كارتكر هليكوبتر هجومية أمريكية وهى شديدة الأهمية للدعم الجوي القريب في ميدان قتال حضري ذو كثافة سكانية عالية مثل الموصل. كما عرض أيضًا نشر دفعة جديدة من مستشارين القتال العسكريين الأمريكيين العاملين في المستوى الأساسي لتضمينهم مع وحدات الجيش العراقي على مستوى الفرق, وهى خطوة هادفة لتعظيم فعالية الغارات الأمريكية وقدرات التخابر السريع.

وقد رفض العراقيون ذلك الدعم في معركتهم الأخيرة في الرمادي وهى علامة واضحة على أن السياسات المناوئة للأمريكان في بغداد قد تحد من قدرة العسكرية الأمريكية على العمل داخل العراق. وعلى ذلك فسوف ترسل الولايات المتحدة المزيد من الهليكوبتر والقوات فقط إذا أصدر العراقيين طلب محدد. ولذلك فحتى الآن فإنه عرض موقوف. ويقول مك فارلاند "نحن مستعدون لعمل ذلك وحكومة العراق تعلم إننا مستعدون لعمل ذلك, نحن مستعدون للموافقة عند الطلب".

كما أن الولايات المتحدة مستعدة أيضًا للمساعدة في تأمين خط إمداد الجيش العراقي تجاه الموصل. فكما يقول مك فارلاند "عندما يحرك العراقيون أنفسهم أكثر وأكثر تجاه وديان دجلة والفرات دافعين العدو خارج العراق فإن الحفاظ على الإستمرارية يصبح تحديًا أكبر فخطوط امدادك تصبح أطول

"  لا أحد يحافظ على الإستمرارية ولا أحد يقوم بإدارة عمليات الحملات أفضل من الولايات المتحدة الأمريكية, ولذلك فهناك طرق يمكننا مساعدتهم بها" يقول مك فارلاند

"في النهاية سوف يحتاج العراقيون لغلق حدودهم التقليدية مع سورية. ولفعل ذلك فسوف يجب على قوات الأمن للقضاء على مقاتلي داعش أثناء دفعهم غربًا من الرمادي للقيم. "وسوف تكون الخطوة التالية الإستمرار في تطهير وادي نهر الفرات" وفقًا لعقيد الجيش ستيف وارين المتمركز في بغداد والمتحدث بإسم الولايات المتحدة وقوات التحالف التي تقاتل داعش. "الضربة الكبيرة التالية. المحطة التالية حديثة".

بمجرد تأمين قيم (مدينة على الحدود العراقية السورية|المترجم), سوف تصبح القوات الصديقة داخل مدى الهجوم على منشآت النفط المربحة التي تسيطر عليها داعش في سورية. مما يزيل خيار آخر للإنسحاب من الرقة من أمام داعش. وإذا نجح ذلك الجزء من الخطة فسوف يعزل أيضًا الفلوجة, وهى مرتعًا سئ السمعة للجهاديين في أطراف بغداد. وقد سيطرت داعش على الفلوجة لعامين, مما يعني أن أى قوة غازية سوف تواجه مقاومة ثقيلة وسكان متعاطفين مع داعش. وكلاً من القادة الأمريكيين والعراقيين يخشون احتمال قيام معركة من بيت لبيت هناك.

إيقاف داعش في سوريا وغلق الحدود التركية

فرق القوات الخاصة الأمريكية دخلت سورية التي مزقتها الحرب لأول مرة في ديسمبر لمقابلة وجهًا لوجه مع قادة الميليشيات الصديقة. وكان الهدف من اللقاء هو تأكيد حجم الميليشيات وتقييم قدراتهم والحديث لقادة الفصائل المستقلة عن أجنداتهم المحلية وكيف يمكن إدماجهم في الخطة الأمريكية الأوسع للمعركة. ومن أجل الهجوم المخطط على الرقة فإن للقوات المتلقية للدعم الأمريكي عدة مقاربات.

من الشمال, تتحرك الميليشيات من منطقة كوباني, بمحاذاة الفرات. في أواخر ديسمبر, أستولوا على سد رئيسي, دافعين للخلف المنطقة التي تسيطر عليها داعش لحوالي سبعين ميلًا من الرقة. مع السيطرة على السد وجسره, كما قطعوا خط امداد رئيسي لداعش للمنطقة التي تسيطر عليها حول حلب ومنبيج. وفي الشمال الشرقي, تقوم قوات تتلقى دعمًا أمريكيًا بتصعيد العمليات الهجومية في منطقة الحسكة, والتي تقع على الجانب السوري من ذلك المسار الحيوي بين الموصل والرقة. ويقول عقيد القوات الجوية بات رايدر المتحدث بإسم القيادة المركزية الأمريكية "في الأسابيع المقبلة , سوف ترون قتال عنيف في المنطقة مع إدراك داعش أن الشدادي عقدة رئيسة في خطوط اتصالاتهم".

يصف المسئولون الأمريكيون علاقتهم بتلك القوات الصديقة بال"تبادلية", مايعني أن الولايات المتحدة سوف توفر الأسلحة والذخيرة والدعم الجوي القريب ووسائل العون الأخرى إذا وعندما تُظْهِرْ فصائل محددة مما يسمى بقوات الدفاع السورية تقدمها الميداني. وفي ذات الوقت تستمر الغارات الأمريكية في استهداف البنية التحتية المرتبطة بإنتاج البترول السوري, وهو مصدر عائد حيوي لداعش. معظم هذه الحقول البترولية تقع في الجزب المنخفض من وادي الفرات جنوب شرق الرقة, وليس بعيدًا عن الحدود العراقية.

وكما في العراق, يجب على الولايات المتحدة أخذ الهويات العرقية في الإعتبار في خطة المعركة السورية. فالكُرد السوريون ,, ورغم اثباتهم أنهم حلفاء يمكن الإعتماد عليهم وفعالين, فهم ليسوا القوة المثالية لغزو الرقة, المدينة العربية السنية. ولهذا شجعت الولايات المتحدة تشكيل "قوات الدفاع السورية", التحالف الذي أعلن للمرة الأولى في أكتوبر. ويركز المسئولون الأمريكيون بشكل متكرر على نسبة المكونات غير الكردية في قوات الدفاع السورية ولكن النسبة الحقيقية للدعم العربي داخلها يظل غير واضح.

"لقد فهمت الولايات المتحدة أنها تريد أن يقوم العرب بالمهمة في الرقة" كما يقول آرون لند, الخبير السوري في وقفية كارنيجي من أجل السلام الدولي في السويد. "لقد أدركوا أنهم يحتاجون ذلك. فإذا ماقاموا بإرسال هذه المجموعة الكردية فائقة العلمانية لمدينة تتكون في معظمها من مجموعات عشائرية عربية محافظة, فإن ذلك لن يؤدي لنتائج جيدة".

حاولت الولايات المتحدة التقليل من أهمية العنصر الكردي في قوات الدفاع السورية وجعلها متعددة العرقيات متعددة الطوائف. وأضاف لند"أنهم يرون ذلك الطريق الوحيد لأخذ الرقة. ولكن في الحقيقة, فأنه من الواضح جدًا أن مهام القيادة والسيطرة لكل الأعمال الهجومية يقوم بها الأكراد. أنها نفس القوة الكردية التي تقوم بالمهام الرئيسة.

الرقة نقطة محورية في الحملة الجديدة ليس فقط لأنها قلعة سياسية لداعش ولكن لأنها مركزية جيوغرافيًا, والسيطرة عليها سوف تقسم المنطقة التي تتواجد فيها. كما أنها طريق أساسي لشحن النفط للأسواق السوداء في تركيا. ولكن لايتضح تحديدًا كم تملك الولايات المتحدة من نفوذ في تلك المنطقة. يعتقد لند أن المسئولين يتحركون قدمًا بالتدريج, محاولين زيادة الضغط على الدولة الإسلامية بينما يفكرون أثناء ذلك

"إذا فعلنا ذلك, فما الذي سيحدث؟ هل هناك من طريق يمكننا إختصاره؟ هل هناك قرية يمكننا أخذها؟ هل هناك حقل بترول يمكننا فصله عنهم؟" الأمل في أنه مع الضغط الكافي فإن دعم الدولة الإسلامية سوف ينهار".

شريان حياة الدولة الإسلامية مع العالم الخارجي - من أجل المال والسلاح والناس - يمر عبر الحدود التركية الجنوبية ذات الطبيعة المسامية. إقناع التُرك بإغلاق هذه المنطقة أمر مركزي في الاستراتيجية الجديدة. وقد حصل التحالف القوي بين واشنطن وأنقرة على دفعة هامة في يوليو, عندما بدأ الأتراك بالسماح بطيران الطائرات المقاتلة الأمريكية من قاعدة إنجرليك الجوية, ما جعل ملاذات داعش الآمنة في سورية في متناول يد الأمريكيين. والآن تعتمد الولايات المتحدة على الأتراك لفعل ماهو أكثر. "أهم إسهام تجعله جغرافيتهم ضروريًا للغاية هو السيطرة على حدودهم" كما قال كارتر لميليتاري تايمز ووسائل اعلام أخرى رافقته في السفر خلال ديسمبر.

أهم منطقة حدودية تقع بالقرب من مدينة مارية (مدينة قصفتها داعش بالغازات السامة | المترجم) . ومايسمى بخط مارية هو جزء من الأراضي التي تحتلها داعش في سوريا. العديد من الخبراء يقولون أن هذه المنطقة ليست ذات أولوية لدى تركيا, والتي دعمت داعش تكتيكيًا لسنوات في حربها ضد الأسد. ويقول المحلل لدى معهد دراسة الحرب بواشنطن كريستوفر هامر" إن الحكومة التركية لم تظهر لا الرغبة ولا القدرة لمنع أيًا من هذا, فإذا كان جزء من استراتيجية الولايات المتحدة أن تقوم تركيا فجأة بشن حملة لضبط حدودها فهذا أمر غير واقعي.".

ومع ذلك فقد يغير الأتراك ترتيب أولوياتهم مع قيام العسكرية الأمريكية بتقوية القوات الكردية السورية المعروفة بال YPG. فالقادة الأتراك متورطون في صراع عمره عقود مع أقليتها الكردية ولاتريد أن ترى تمددًا للأكراد السوريين. وحتى الآن قد وافقت الولايات المتحدة على ألا تدعم العمليات الكردية السورية غرب نهر الفرات. ومع ذلك فلو فشلت تركيا في إحكام غلق حدودها فقد تتحرك الولايات المتحدة نحو مساعدة YPG لوقف داعش في تلك المنطقة.

سوف يتم قطع الحدود بطريقة أو بأخرى , سواء عن طريق الأكراد السوريين أو الأتراك, وإذا كانت تركيا تريد الحفاظ على حدودها مع سوريا دون أى نقاط سيطرة تابعة لل YPG فسوف يجب عليها غالبًا مشاركة اللعب مع الولايات المتحدة

تتضمن خطة الولايات المتحدة للمعركة تفاصيل قليلة بشأن قلاع داعش الحصينة غرب نهر الفرات, بما فيها حلب. فالأسد لايزال محتفظًا بالسيطرة على مساحات شاسعة هناك, مثله مثل مجموعات مرتبطة بالقاعدة. وتنشط روسيا أيضًا في تلك المنطقة, وبدون حليف كبير على الأرض فلدى الولايات المتحدة اختيارات قليلة جيدة. نهاية الموضوع: أى عملية ضخمة مدعومة أمريكيًا في شمال غرب سورية قد يكون لها العديد من التأثيرات غير المعروفة من الدرجة الثانية والثالثة. "نحن فقط لا نعلم" يقول نايتس" ما إذا كنا سنحدث ضررًا أكثر مما ننفع."

ماذا يحدث بعد هزيمة داعش؟

التوقيت من أعظم الأسئلة الباقية. فقد ظل المسئولون الأمريكيون يتحدثون عن الموصل لشهور, بينما يتحدثون قليلًا الآن عن الرقة. ولكن  قد تبرز الرقة كهدف قابل للتحقق في المدى القري. "أراهن على أن الموصل سوف تثبت صعوبتها وربما ينتهي بنا الأمر نعمل على الرقة أولًا. فالهدف ليس صعبًا كالموصل" وفقًا لنايتس الذي كان عضو في مجموعة استشارية عسكرية في العراق منذ شهور قليلة مضت. "أعتقد أنه هدف يمكننا تحقيقه في النصف الأول من 2016, بينما لا أعتقد حقيقة أن الموصل كذلك"

ولكن المجهول الحقيقي هو العمق الحقيقي للدعم الذي تحصل عليه داعش في هذه المدن. يتمنى الكثير من المسئولين الأمريكيين أنه عند وصول قوات الغزو فإن المقاومة المسلحة سوف تشتعل داخل تلك المدن مما يساعد في الإسراع في هزيمة المجموعة المتطرفة. "أعتقد أنه عندما تبدأ الدولة الإسلامية في فقدان السيطرة على هذه المناطق فسوف يحدث ذلك سريعًا جدًا  كما يقول لند. إذا مابدأوا يضعفون وأصبحوا غير قادرين على الدفع لمقاتليهم ولا قادرين على حمايتهم, فربما ينفصل البعض عنهم ويصبحوا محايدين. لا أعتقد أننا رأينا الكثير من ذلك حتى الآن. هناك قطعًا العديد من الجماعات التي قد تحب أن تثور ضد الدولة الإسلامية, ولكنهم لا يرون ذلك خيارًا متاحًا. وإذا ماكانت الولايات المتحدة قادرة على جلب قوة للمنطقة من العرب والأكراد وآخرين, مع مناخ من الحتمية , فربما تتغير تلك الحسابات". وفقًا لكلام لند

مايرفع السؤال: ما الذي يحدث عندما - وإذا - هُزِمَت داعش؟ فمن سيتولى السيطرة على كلًا من تلك المدينتين السنيتين؟

الموصل موطن للعديد من ضباط الجيش البعثيين السابقين والإسلاميين المتطرفين. "إن نوع الناس الذين يهبون لتحرير الموصل غالبًا مايكونون القاعدة, هذه هى حقيقة الوضع. وسوف يكون من المثير رؤية من سيسيطر على المدينة" كما يقول نايتس

قدامى المقاتلين الأمريكيين في حرب العراق السابقة حذروا من أن مرحلة مكافحة تمرد لاحقة سوف تتلو انهيار مؤسسات داعش الشبيهة بمؤسسات الدولة. "سوف تكون هناك أوجه أخرى تقليدية للقتال, ولكن ذلك لاينفي الحاجو للسيطرة على السكان بمجرد انتهاء أعمال القتال التقليدية". ولذلك يقول منصور "فإن على القوى العسكرية الموجودة على الأرض ألا تستهين بدروس ال13 عامًا الماضية